احتفالية كبرى بجناح الأزهر للاحتفال باليوم الدولي للأخوة الإنسانية
نظم الأزهر الشريف احتفالية كبرى، بجناحه بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في نسخته الـ ٥٤، للاحتفال باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، تحت عنوان" الأديان والحوار من أجل التعايش والسلام"، حاضر فيها الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر السابق، والدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمد أبو زيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، والأنبا إرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، والدكتور عمرو الشوبكي، المفكر والكاتب السياسي، وأدارها الدكتور محمد البحراوي، المدرس بكلية الإعلام بجامعة الأزهر.
افتتح الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر السابق، ندوة الاحتفال باليوم العالمي للأخوة الإنسانية باستعراض الجهود التي بذلها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، موضحا أن الوثيقة تؤكد أن البشر جميعهم متساويين في الحقوق والواجبات، وأن البعض يظن أن ما نتكلم به ليس من الدين وهو مسايرة للمبادرات العالمية.
وأكد على أن كل هذا من مبادئ الدين فقال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"، فنحن مأمورون بالتعايش الإيجابي والاندماج في المجتمع والحوار مع الآخر.
ومن جانبه بيّن الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن المشترك بين الأديان السماوية كثير، فنتفق في أصول الشرائع والعقائد والأخلاق، هذه الأصول الثلاثة قد تم الاتفاق بينهم في الأديان السماوية، واليوم نتفق في قضية جديدة وهي قضية الحوار، فالإنسان لا يستطيع أن يعيش منفردا، وهذا يقتضي آلة وسبيل للتعارف والتخاطب، وآلية الحوار التي جاءت في القرآن الكريم أن الحوار يكون بالحكمة واللين والموعظة الحسنة والبعد عن الغلظة، فالحوار كان الوسيلة التي سلكها الأنبياء من لدن أبينا آدم إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، كما يكون الحوار بالموضوعية واحترام الآخر وعدم التعرض لخصائص الطرف الآخر وأن يكون الهدف منه الوصول للحق والطريق الصواب.
وفي ذات السياق أوضح الدكتور محمد أبو زيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، أن الشريعة الإسلامية حثت على التعايش والتقارب بين الأديان ويتجلى ذلك فيما فعله النبي مع وفد نجران حيث جعل النبي لهم جانبا يتعبدون فيه، وما فعله عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في بيت المقدس ومحافظته على كنائس بيت المقدس فأصبحت هذه العهدة عهدة تاريخية على كل المسلمين في كل الأزمنة والعقود، مبينا أن بيت العائلة المصري أُسس للحفاظ على النسيج المصري، ويعد امتدادا لما تقوم به مصر من جهود في الحفاظ على الهوية الوطنية والنسيج المصري، كما أن الأزهر وضع عدة وثائق للحفاظ على العلاقة بين بين أبناء الوطن الواحد.
من جانبه، قال الأنبا أرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، إن اليوم الدولي للأخوة للإنسانية يمثل فرصة كل عام لأكون مع إخوتي وزملائي في الوطن، نحتفل فيها بالحوار البناء والعيش المشترك والحياة المشتركة، في وطن واحد يجمعنا.
ولفت إلى أن الحب والعيش المشترك هو السبيل الذي يجمعنا عبر قرون طويلة من الزمن، مؤكدًا أن بيت العائلة المصرية هو نموذج فريد للتعايش بين أفراد الوطن الواحد، نقوم فيه بالعمل معا، انطلاقا من الأسس والمبادئ التي تقوم عليها الأديان، والقواسم المشتركة التي تجمعنا، وبنجاح تجربة بيت العائلة في مصر امتد إلى الكثير من دول العالم.
وأكد الدكتور عمرو الشوبكي، المفكر والكاتب السياسي، أن العيش المشترك ليس قضية دينية فحسب، بل قضية اجتماعية أيضا، يستفيد بها أبناء الوطن الواحد، فأفراحهم وهمومهم مشتركة، مبينا أن العيش المشترك ينطلق من احترام عقائد الآخرين.
واضاف أن الأزهر والكنيسة القبطية من أبرز معالم القوة الناعمة في مصر، فحضور الأزهر الشريف في العالمين العربي والإسلامي يعد فرصة حقيقية لنشر الفكر الوسطي، وأن هذا الحضور للأزهر عالميا، كقوة ناعمة، يعزز من مكانة مصر ودورها الإقليمي وشراكاتها الاقتصادية.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام السابع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.